عاشت الأميرة الراحلة ديانا في كنف أسرة نبيلة تعود سلالتها الأولى إلى عهد ملك بريطانيا الراحل تشارلز الثاني الذي يعتبر أكبر أجداد أسرتها النبيلة و الأرستقراطية. ولدت النبيلة ديانا فرانسيس سبنسر عام 1961 و الموافق لأول أيام شهر يوليو -تموز- في قصر عائلتها المعروف ببارك هاوس حينها. و قد أنجبت والدتها الكونتيسة فرانسيس شاند كيد ابنتان من قبل هن النبيلتان سارة و جين سبنسر.
الليدي ديانا في عامها الأول - صورة من ألبوم العائلة -
والد الأميرة ديانا هو النبيل جون سبنسر الذي أصبح بوفاة والده الإيرل الثامن لمقاطعة ألثورب التي ورثتها عائلة سبنسر منذ القرن الثاني عشر. و بتوليه هذا المنصب النبيل و هذا اللقب الرفيع أصبحت ديانا و شقيقتيها يعرفن بالليدي سبنسر. هذه الألقاب التي نالتها عائلة ديانا و أجدادها من قبل من أكثر الألقاب نبلا و منزلة في بريطانيا، فحاملوها يعدون من الأسر الأرستقراطية العريقة و المقربة من العائلة المالكة. و بوفاة جدها الإيرل السابع لمقاطعة ألثورب، انتقلت أسرة ديانا إلى قصر جدها و بدأ والدها بممارسة مهامه كإيرل من خلال رعاية سكان المقاطعة و الإشراف على المهام التي أوكلت إليه من الأسرة المالكة البريطانية.
لم تكن ديانا تشعر بالسعادة داخل محيط أسرتها النبيلة التي حطمتها الخلافات المستمرة بين والديها و الذي انتهى بانفصالهما و الطلاق في عام 1969م . حين وقوع الطلاق كانت ديانا لاتزال طفلة صغيرة تبلغ من العمر 6 سنوات. إن الفراغ الكبير الذي خلفته والدة الليدي الصغيرة كان سببا لحزنها و انطوائها الشديد و ضعفها في التحصيل العلمي، فلم تكن ديانا كشقيقتيها متفوقة أكاديميا، بل على العكس تماما، على الرغم من تفوقها و إبداعها الملحوظ في الأنشطة الرياضية و الخيرية التي تقوم بها المدرسة التي التحقت بها.
إن الحنان الأموي انعكس في شخصية الليدي الصغيرة منذ نعومة أظفارها، فقد تحملت ديانا عناء تربية شقيقها الأصغر تشارلز الذي ولد عام 1964م و الذي لم يتجاوز الأربع سنوات حين وقوع الطلاق بين والديها. لطالما أحبت ديانا شقيقها الأصغر حبا أمويا ما جعلها تحزن على فراقه عندما تقرر دخولها للمدرسة الداخلية في المقاطعة، و الذي أجبرها على الابتعاد عن شقيقها و رؤيته خلال العطل فقط.
لطالما ظنت ديانا أنها فتاة غير جميلة و بدينة جدا!
بعد مرور أربع سنوات على طلاق والديها، قرر إيرل سبنسر الزواج للمرة الثانية من الكونتيسة رين دارتموث التي بدخولها منزل العائلة تغيرت حياة الأسرة تدريجيا. لم ترض الفتيات بوجود دخيلة في حياة والدهن و بالأخص ديانا التي كانت تحب والدها حبا جما، و ظنت أن الكونتيسة ستقف حائلا بينها و بين والدها. لم يحب الأولاد زوجة الأب المتغطرسة و التي أصبحت تتحكم بكل جزء من حياة الأسرة المعنوية و المادية، أصبحت تقرر و تنفذ و الشخص الآمر الناهي في القصر، ما عزز من حجم كراهية الأبناء لها و تلقيبها بالمرأة الملوثة! على الرغم من شقاوة الأبناء و كرههم لزوجة أبيهم، إلا أن الزيجة الثانية للإيرل كانت موفقة و ناجحة.
بحكم علاقتهم التاريخية بالعائلة المالكة البريطانية كانت الليدي ديانا و أشقاؤها من الضيوف المعتادون في قصر الملكة إليزابيث الصيفي في مقاطعة والدها بألثورب، فقد اعتادت ديانا على زيارة أبناء الملكة الصغار أندرو و إدوارد للعب معهم أو الاستحمام في مسبح القصر الكبير و الذي كان من أحلى هواياتها! كما اعتادت الليدي ديانا على رؤية الملكة و زيارتها بشكل مستمر و المشاركة بحضور الحفلات الملكية و رحلات الصيد برفقة أشقائها. كما كانت تنادي الملكة باسم العمة ليليبت اختصارا لاسم إليزابيث!
الأمير تشارلز مع شقيقة ديانا الكبرى الليدي سارة سبنسر
بالرغم من صغر سنها، و حكم صلة الصداقة العميقة التي ربطت شقيقتها الكبرى سارة بالأمير الشاب و ولي العهد تشارلز، إلا أن ديانا بشقاوتها و جمالها و عفويتها أسرت قلب الأمير الذي يكبرها بخمسة عشر عاما. لطالما عرف الأمير الشاب بعدم إتزانه في علاقاته مع النساء في شبابه، فقد التصقت به الكثير من الشائعات التي روجت لها الصحافة الشعبية و التي ربطته بالكثير من أميرات أوروبا، إلا أنه نفى جميع تلك الشائعات و صرح بأنه لن يقرر الزواج حتى يصبح في 35 من العمر، و الذي كان بمثابة العمر المثالي للزواج بالنسبة إليه.
معلمة الأطفال الجميلة ديانا تصطحب الأولاد إلى المدرسة!
عندما أنهت ديانا دراستها الثانوية، قرر والدها إرسالها إلى معهد فرنسي في سويسرا لإكمال دراستها، لكن الليدي الشقية و التي لطالما وصفت نفسها بالغباء و أن "عقلي بحجم حبة الفستق" قررت عدم إكمال دراستها لصعوبة قوانين المعهد و التي تجبر طلبتها بالدراسة باللغة الفرنسية، عادت ديانا إلى ألثورب مقررة السفر إلى مدينة لندن حيث تقيم شقيقتيها و والدتها و الاستقرار هناك. و بالفعل أقامت ديانا في لندن حيث قدم لها والدها شقة فخمة في مدينة كنسغتون كهدية في عيد ميلادها الثامن عشر. و قد قررت ديانا العمل في لندن كمربية لطفل أميريكي يدعى باتريك و العمل ساعات إضافية كمعلمة للأطفال في حضانة بيمليكو في وسط لندن حيث كانت تعلم الأطفال الرقص و الغناء -أمور لطالما نجحت ديانا بتعلمها في المدرسة- و قد كانت هذه الفترة العملية بمثابة تحضير الليدي ديانا لمهمة أكبر لطالما أحبتها و هي الأمومة و إنجاب الأطفال.