المقدمة :
النفوس عالم واسع تحمل بين طياتها الكثير من المشاعر والأحاسيس التي تختلف من شخص إلى آخر... فبعضها تحمل الحب.. التعاون.. الإخلاص ... الطيبة ..والوفاء والبعض الآخر تحمل الكره ...الغضب ...النفاق .. الحسد ..وحب الإنتقام وهناك نفوس اختلطت بداخلها بعض من مشاعر الخير وبعض من مشاعر الشر ولربما تكون هي الغالبية ... وفي حكايتي هذه سنتعرف على أنواع هذه النفوس ..
ولكن قبل أن أبدا سأخبركم أن الخيال يحتل أساسيات هذه الحكاية لأنني أعتبر الخيال هو أعماق الواقع .... فلا واقع دون خيال كما أنه لاحياة دون أمل ..
والآن لنتعرف على أحوال أمل الحياة...
تجري هذه الأحداث في أمل الحياة وهي مدينة صغيرة مقسمة إلى قريتين هما (( أمل القلوب )) و (( شعاع القمر )) وتتصل أحداثها مع مدينتي (( اكيان )) و((ميسي)).
في عام 1429هـ في قرية شعاع القمر يجتمع الناس في الساحة يخطب فيهم الشاب سالم قائلاً : اعلموا أن حياتنا لن تستمر مادام بغض وحقد وغيرة بداخل نفوسنا المحملة بكل تلك الأمراض المضنية لذا أنا أطالب الجميع بمن فيهم نفسي أنا بأن نسامح بعضنا ونتعاون فيما بيننا لكي نطرد كل تلك الأمراض التي سكنت صدورنا ...
أنا أطالبكم اليوم بالمحبة والألفة والإخلاص من أجل السلام ومن أجل أن يعود الأمن والأمان إلى ... ليس فقط قريتنا بل من أجل مدينتنا أمل الحياة....أيها الناس اسمعونـــ......
وهنا ينهي سالم خطابه فقد تفرق الناس من حوله ولم يجد من يأبه له أويستمع إليه ويفهم ما يريده من أجل تحقيق السلام فيتضح لنا من هذا الموقف أن قرية شعاع القمر تعيش في تدهور وضياع وتفكك جراء أي (نتيجة )) ماتحمله نفوسهم على بعضهم البعض ....
تجاور هذه القرية قرية أمل القلوب وقد سميت بهذا الاسم لأنها تتشكل على هيئة قلوب متداخلة في بعضها البعض .. أما حال هذه القرية لايختلف كثيرا عن حال شعاع القمر إلا أن أوضاعها مستقرة كحال بعض أفرادها والآن لندخل إلى أحد عوائل هذه القرية لكي نتعرف على أوضاعهم ومعاملاتهم ...
الجد عمران يحدث أبنائه غاضبا : أنت لاتعرف شيء بل حتى لاتعرف مصلحة نفسك ... .... وأنت الآخر ألم أقل لك بأن لاتحرك ساكنا في تلك الغرفة فهي ليست ملكك بل هي ملكي أنا وإن لم يعجبك الأمر فاخرج من بيتي ولاتريني وجهك مرة أخرى .....
الابن الأول شيث : ماذا .... ماذا تقول ياأبي ؟ !!! .... بعد هذه الكلمات يخرج شيث مسرعا من البيت وهو يحترق بداخله جراء كلمات والده معه .....
أما الابن الآخر صقر : أبي أنا لم أفعل شيئا سوى أنني وضعت مصابيح جديدة في الغرفة لإن القديمة سريعة العطب ...وغيرت لون الغرفة فما الخطأ فيما فعلت ...!!!!؟
الجد عمران : اسمعني وبلغ أخاك الذي هرب ليس لكم الحق في التصرف فيما لا تملكانه ....صحيح أنني أعطيتكم هذه البيوت لتسكنوا فيها ولكن لا أسمح لكم بتحريك خرقة فيها ....
صقر بنفس متألمة : حسنا أبس أمرك مطاع فلن أفعل ما يغضبك
يخرج صقر وهو يتحسر بداخله لإن أباه سدد له إهانة قوية هو الآخر وهو يقول في داخله إنه أبي ورضا الله من رضا الوالدين وسأصبر على ما أتاني منه وليعينني الله عليه ......
ومن هذا الموقف يتضح لنا تعصب الجد عمران على رأيه وتشدده على أبنائه من غير أن يبالي بمشاعرهم وأحاسيسهم إلى حد أنه يمن عليهم بما يفعله من جميل لهم ... إذا فماذا نتوقع حال الأبناء ونفسياتهم ...؟؟؟
مؤكد أنها ستكون في أسوأ الأحوال إلا أن صبرهم هو مايجعل الوضع مستقرا في هذه العائلة ....
ومع كل مايحدث في قريتي مدينة أمل الحياة إلا أنهما لاتخلوان من وجود عوائل فيها تعيش مع بعضها البعض حياة متفتحة وتتعامل فيما بينها بعيدا عن الجهل والتعصب والحسد واللا مبالاة .....
والآن لندخل إلى (((عائلة ليوري ))) في قرية (( شعاع القمر)) حيث ستكون هذه العائلة محور الحكاية كلها ....
في غرفة مرجان
ماري: البحر يموج في اضطراب
والأرض تكتسي حلة الأعشاب
والسماء زرقاء كالملاك
تتلألأ نجومها والقمر يبتسم
إنـــــــــــــه الحـلــــــــم
حيث تتساقط النجوم ...
تجتمع حول بقعة في البحر
لتخرج مرجان تحملها الرياح
تلفها ثيابها البيضاء والنجوم
وترتدي قلادة الأمل
فتحط على الأرض ..
بين الزهر والأعشاب
تتأمــــل مرجان
تراقص أشعة النجوم حولها
وابتسامة القمر
فينتهــــي الحلــــــــــم
مرجـــااااااااان ليوري
وااااااااااووو رائعة يامرجان رائعة في خيالكي .. أشعر أن هذه الخاطرة ضرب من ضروب الجنون ..فكيف تتساقط النجوم بل كيف تظهر النجوم والقمر في وضح النهار .. إنه الخيال بعينيه يامرجان .
مرجان: ماري قرأتي الخاطرة ولكنكي لم تري الصورة التي رسمتها خلف الخاطرة
ماري تقلب الورقة فترى منظرا صورته الخاطرة :: جميل جدا هذا المنظر ولكن لما تركزين كثيرا على أشعة النجمة التي في القلادة...؟
مرجان : لهذه النجمة وهذه الرسمة وهذه الخاطرة حكاية فهي لم تأتي من خيال أوعبث
ياماري أنما هو حلم أعجبني رأيته عندما كنت في سن العاشرة وتكرر في السادسة عشر من عمري حيث علمت عندما رأيته للمرة الثانية أنني أنا تلك الفتاة الشابة التي تخرج من البحر فقررت أن أحاول رسم ذاك المنظر وأن أصف مارأيت بكلمات أشبه بالخاطرة
ماري : ما أجمل ذاك الحلم ... ليتني أرى مثله ...
مرجان : أشعر أن لهذا الحلم حكاية في حياتي لم أتعرف إليها بعد ....كما أنه لدي إحساس بأنني سأرى ذلك الحلم مرة أخرى....
ماري : كفى أحلاما خيالية عودي إلى الواقع ...والآن عن أذنكي لقد تأخرت نلتقي في المرسم ((معهد الفنون))
والآن لنذهب إلى الجد ليوري مع زوجته أم هشام ....
الجد ليوري: ينادي زوجته الجدة أم هشام
أم هشام : هاأنا قادمة .... انتظرني لحظة فقط سأحظر أكواب الشاي
الجد ليوري: ألا زلتي محتفظة بتلك الأكواب ...؟!!
الجدة أم هشام : هاقد وصلت وهاهي أكواب الشاي الخاصة بهذه الذكرى السعيدة .. ذكرى زواجنا المبارك .
الجد ليوري : آآآآه كم هي جميلة رائحة ذكرى الماضي وأجواؤه والأجمل وجود هذه الأكواب معنا كل سنة .. وضعكي لنفس الكعكة يعيد لي ذكريات أيام الشباب قبل خمس وثلاثين سنة حيث أننا لم ننجب هشام بعد ... نجلس في نفس المكان تحت هذه الشرفة فوقنا السماء والنجوم والقمر ونأكل من نفس مذاق هذه الكعكة ونشرب الشاي في هذه الأكواب عند الساعة الحادية عشر ليلا ...
أم هشام : هااااه ذكرتني بأيام الماضي يا أبا هشام ألا ليت الشباب يعود يوما فأخبره بما فعل المشيب ....
يقاطعها الجد ليوري: أم هشام أخبريني أنا ...
أم هشام : بما أخبرك ؟
الجد ليوري: بما فعل المشيب ؟
أم هشام : ههههه لالا أنت أخبرني عن حال مشيبك ؟
الجد ليوري : لا مانع لدي سأخبركي .. فقط تغير لون شعري وتجعدت بشرتي وأصبحت جداً لأحفادكي .
أم هشام : اختصرت مشيبك في ثلاث نقاط فقط
الجد ليوري : هههه هذا الموجز أما التفاصيل فلا أقدر عليها لأن حنجرتي تعاني آلام المشيب ...ههههه
أم هشام تضحك على ماقاله أبو هشام بعدها تتذكر أحفادها ..فتحدث ليوري قائلة : لقد مرت السنين وسرعان ماتمضي بنا ونحن لانشعر خمس وثلاثون سنة أنجبنا فيها هشام وأمل وهادي وقمر ومرجان ولين
الجد ليوري : وهو يفكر بعمق أنا محتار يا أم هشام
أم هشام : ولما الحيرة فأبنائنا كلا منهم يعتمد على نفسه ...هشام متزوج ولديه بنت وولد ويعيش حياته مطمئنة مع زوجته ... أما هادي فهو يعمل في شركة لها صيتها ونجاحها
وما إن يستقر حتى نختار له من سيكمل معها بقية حياته
أما أمل فهي تعيش حياتها مع زوجها وستصبح أم عن قريب .... ومرجان تدرس في معهد الفنون للرسم وتقول أنها تريد أن تصبح رسامة لترسم عائلة ليوري .. أما لين فلا زالت في المرحلة المتوسطة ... ولم أنسى قمر فهي الآن طبيبة تعاين نفوس المرضى وتعالجهم ليتخطوا مشاكل حياتهم ................ إذا يا أبا هشام فما الذي يحيرك ؟ مما أنت قلق ؟؟
الجد ليوري : الحمد لله على ماتوصلت إليه حال أبنائنا أنا مرتاح من هذا الوضع ولكني محتار من مرجان ياأم هشام إنها تحيرني فأحيانا تريد تعلم ركوب الخيل وأحيانا تدرس حاسب والآن معهد الفنون ولاأعلم ماتخبئه لنا الأيام المقبلة من هواياتها ومع هذا فهي لاتفكر بالوظيفة ولاأدري إلى متى ستبقى دون وظيفة وهذا ما يحيرني ...
أم هشام : لاداعي للحيرة ياأبا هشام فمصيرها سيعود إلى بيت زوجها .
الجد ليوري : آآآه يا أم هشام لاسم مرجان خاطرة في نفسي تعود إلى الوراء خمس وعشرون سنة ...أنسيتي أختي ميســــان؟؟
أم هشام : أيعقل ياأبا هشام ألا زلت تذكر إلى الآن ...لقد رحلت أختك إلى بارئها ولربما رحل معها أبنها إليا ...
الجد ليوري : ماذا لو كان على قيد الحياة فلقد وعدت أختي أن أزوج مرجان للإليا عندما تكبر ..
أم هشام : يا أبا هشام لانعلم إن كان قد خرج أحد على قيد الحياة من تلك الحرب وأغلب الظن أن إليا توفى مع أمه في مدينة ميسي ولكن لو كان حيا ولم يعد إلى أمل الحياة فهل ستوقف حياة مرجان..؟ ألن تزوجها من أجل وهم أسمه إليا يعود إلى 25 سنة مضت لانعلم عنه شيئا
الجد ليوري : أنسيتي يا أم هشام أن إليا هو من أطلق عليها اسم مَــرجان وكانت أمنية أختي الوحيدة أن تزوجها له كي يعيش بين عائلتنا ..
أم هشام تجيب بانكسار : يكفي يا ليوري فلننسى هذا الموضوع الآن ولنكمل سهرتنا الليلة ...
يحاول ليوري نسيان خاطرته القديمة ويكمل الزوجان سهرتهما يمضيان فيها معا أوقاتا من أجمل الأوقات في هدوء وسمر ...
في اليوم التالي عند الساعة السادسة صباحا تستيقظ أسرة ليوري وتجتمع على وجبة الإفطار هادي وقمر ولين والوالدان يتناولون إفطارهم ويذهب بعدها كلا إلى عمله عدا مرجان لاتستيقظ إلا عند العاشرة لأنها ليس لديها دوام في الصباح الباكر ومعهد الفنون عند الثالثة ظهرا ........ ويمضي صباح هذا اليوم كعادة باقي الأيام يلفه الهدوء والراحة وعند الثانية ظهرا تجتمع عائلة ليوري على الغداء بعد أن رجع الأبناء من دواماتهم في حين أن مرجان تستعد للذهاب إلى دوامها في المعهد... تنزل من غرفتها :::
مرجان . مساء الخير .... كيف حالكم ؟؟؟
هادي : مساء الخير يا رسامة نحن بخير ولكننا ننتظر صورة العائلة التي سترسمينها ؟؟
لين : هه .. لربما تجهز في السنة المقبلة ...
قمر : مرجان متى ستنتهين من رسمها فأنا أريد أن أتعرف على نفسيتك من خلال هذه الرسمة ومشاعركي تجاه كل أفراده العائلة ...
مرجان : أووووه متى ستنتهي حكاية كل يوم ... لم يبقى إلا إسبوعين وستنتهي فترة دراستي في المعهد عندها سأكمل رسم عائلة ليوري السعيدة ... ولاأظنها ستنتهي أسئلتكم .. والآن اكملوا غدائكم فلدي موعد مع الرسوم الجميلة ...
أم هشام والباب يطرق : هاااه هاقد وصلت صديقتكي لؤلؤ يامرجان ..
مرجان : إلى اللقاء .... تخرج مرجان فتستقبلها صديقتها لؤلؤ بالترحيب فتجيبها مرجان : أهلا بكي كيف حالكي مع الرسم اليوم ؟
لؤلؤ : لقد نجحت في رسم صورة أمي وأبي .. وأنا بأحسن حال الآن ..
مرجان : الحمد لله ..حققتي أمنيتكي وأيضا صديقتي ماري تقول بالأمس أنها نجحت في رسم خطيبها ... أما أنا فلربما تكتمل لوحتي بعدما أنتهي من المعهد بإسبوع ...
لؤلؤ : ستتأخرين كثيرا ... ركزي على العمل على اللوحة ولاتشغلي نفسكي بشيء آخر ... وعندما تنتهين .... تقاطعها مرجان : أجل أعلم ستأتي كل واحدة منا بلوحتها وترى كلا منا لوحة الأخرى ونميز الأفضل ..
وهكذا يمضي يوم مرجان مع صديقتيها لؤلؤ وماري ومعهد الرسم
وعند المساء في الثامنة في ساحة قرية شعاع القمر ..يقف سالم ليخطب فيهم مجددا قائلاً : يا أهالي أمل الحياة اسمعوني جيدا هذه المرة أرجو أن تصغوا لما سأقوله لكم ...
في هذه الأثناء يجتمع بعض العامة والبعض الآخر لايبالون بسالم وخطاباته المتواصلة
عن التعاون والخير وترك التعصب والجهل ولكنه في هذا الخطاب نجح في أن يجعل الغالبية يستمعون إليه بقوله : إلى متى ستبقى أطماعنا تتحكم بنا ؟؟ إلى متى ستتمسكون بوهم اسمه ماسة الحياة ؟؟؟ عند هذه الكلمة يقاطعه أحد اللا مبالين قائلاً : ماسة الحياة حقيقة وليس وهما ياسالم ولولا تفريط من يملكها لبقيت معنا ولحلت كل مشاكلنا بما فيها الأمراض التي تصيبنا ولأصبحنا أغنياء بكل شيء ولن نحتاج إلى مساعدة من أحد .......... ويجتمع حول هذا الشاب بعضا من جماعته يؤيدون ماقاله ويتعصبون لرأيه
فيقاطعهم سالم بقوله : مالذي كانت عليه أحوال أمل الحياة قبل أن تسمعوا بحكاية تلك الماسة ؟؟ ... أنا أخبركم ... كانت كجوهرة نادرة الوجود بتعاون سكانها فيما بينهم وحبهم لبعضهم وابتعادهم عن أمراض النفوس البغيضة ألا وهي الحسد والغيرة والطمع والفتنة فيما بينكم ... أصبحتم الآن مرضى والمصيبة أنكم لاتعلمون بمرضكم ولاتريدون علاجه ... .... فإلى متى سيبقى ألم هذه الأمراض وآثاره يجتاح أمل الحياة؟؟
وعند هذه الكلمات القصيرة ينهي سالم خطابه ويغادر الساحة متأملاً أن يفكر العامة في كلامه وأخذه على محور الجد تاركاً وراءه تساؤلات في نفس هشام ابن ليوري عن قضية ماسة الحياة ....
في بيت ليوري عند التاسعة يبدوا أن لديهم ضيوف فاستعدادات العائلة واجتماعهم وترتيبهم يؤكد أن الضيوف على وصول ...
يطرق الباب فتفتح أم هشام وترحب بأم شيث ترحيبا حاراً ويستقبل الجد ليوري أبا شيث وابنه شيث ويدخل الجميع غرفة الضيوف وبعد لحظات يقدمون لهم الكعك والعصير وكل مايليق بإكرام الضيوف ويبدو أن لدى أبا شيث موضوعاً يريد التحدث به ولكنه لايعلم كيف يــبدأ أما أبنه شيث فهو يجلس بجانب هادي ويقول له: أبي متردد في الطلب
فيجيب هادي بابتسامة : يبدوا أنه سيخرج دون أن يتكلم هههه
أم شيث : أبا هشام أتيناك الليلة بطلب ونأمل ألا تردنا خائبين .....
أبا هشام (ليوري ): حسنا لن أقصر مادمت قادرا على تنفيذ طلبكم
أم هشام : تفضلوا بالطلب
أبا شيـــث : نحن نريد إحدى بناتك زوجة لابننا شيـــث
الجد ليوري يبتسم : هذا يوم مبارك لنا ساعة ترتبط عائلتي بكم .. ولكنك لم تحدد أي واحدة من بناتي تريدها زوجة لابنك ...
أبا شيــــث : لايهم أي واحدة ولكن لتكن الأكبر من بينهن فأنا لم أفكر إلا أن عائلتك هي التي يشع منها الطيب والاحترام والتفاهم وهذا شرف لي
أم هــشام ترمق أبا هشام بنظرة تساؤل أما أبا هشام (ليوري ) يجيب : حسناً سننظر في الأمر ولن نردكم خائبين بإذن الله .... ولكن كم عمر ابنك شيــث ؟
أبا شيث : هو في الـ 27 من العمر ويعمل مع ابنك في نفس الشركة ...
هادي :أبي فلتكن مرجان زوجة له فأنا أرا................
الجد ليوري : لا اااااا ...قمـ .. قمــــر ستكون الأنسب له فهي أقرب إليه في العمر والتفاهم بينهم سيكون أكثر وضوحا وعمقاً ....فما رأيــــكي ياأم هشــــام ؟؟؟
أم هشـــــــام : أااااا ... أجــــــل أجل أنا معـــــك في اختيارك ...ولكن المهـــم هو رأي شيـــث فهو من سيتزوج...؟
شيـــــث بخجل : أنا موافق ولا مانع لدي أن تكون قمر زوجتـــي .. كما انني لاأشــــك في صحة اختياركم ....
أم شيــث : حسناً ولكن يجب أن تأخذ رأي الفتاة أولاً ...
أم هشــــام :لاتقلقــــي سنشاورهم في الأمر ونخبركم لاحقاً ...
أبا شيــــث : نحن نستأذن الآن بالانصراف وننتظر ردكم في أقرب وقت ...
شيــــث: مع السلامـــة ياهادي .... مع السلامة ياجماعة .. وهكذا ينصرف الضيوف أملاً بموافقة قمـــر على شيــــث زوجاً لها ...
يقترب هادي من أبيه ويقول : أبـــــي كان الأجـــدر بك أن تختار مَــرجان ...أنا لاأعلم لما ترفض من يتقدم لها في كل مرة ..والآن توافق أن تزوج قمر الأصغر منها وتبقيها هي فما الســـر وراء عدولك عن زواجها ؟!!!.
الجد ليـــوري : ستعرفه يوماً ما ياهادي ... ولكن الآن ابقى بعيداً عن السر حتى ذاك اليوم ............. أم هشــــام : أبا هشام أنت تظلم مَرجان بقرارك هذا ...مالذي سيحدث لها لو علمت بأن أختها الأصغر منها ستتزوج وهي ستبقى ... وماهي مشاعرها تجاه هذا الأمر ؟؟ المشكلة أنها لاتبوح لنا بمشاعرها وتخفي في نفسها مالاينبغي إخفاؤه
فمتى ستصارحها بأسباب رفضك لكل من يتقدم لها ؟؟
الجد ليوري : أم هشــــام أسئلتك كثيرة وأنا سأخبر مَرجان في الوقت المناسب
هـــــــــادي : أمــــي .. أبــــــي ... تتكلمون بغموض وتثيرون في نفسي الفضول فما هي الحكاية ؟ يجيب ليوري بعصبية : ستعرفون لاحقاً ..أم هشام اذهبي أنتي الآن إلى قمر وأخبريها بالموضوع ...
أم هشــــام: حسناً أنا ذاهبة ........... تذهب أم هشام إلى قمر في غرفتها فتجـــد معها أختيها لين ومُرجان يجلسون أمام شاشة الكمبيوتر ويتصفحون شبكات الإنترنت ويقرؤون النكت ويضحكون عليها ...
أم هشام : مالذي تضحكون عليه ... ؟؟ قمر : إنها نكت مضحكة ياأمي ... أمي هل خرج الضيوف ؟؟ أم هشام : أجل .. لين ومَـــرجان اخرجا من الغرفة فأنا أريد أن أكلــــم قمــــــــــر بموضوع خاص
مرجان ولين : موضوع خاص ... أم هشام : أجل هيا فلتذهب كل واحدة إلى غرفتها
مرجان بدلــع : أمـــي أنا أختها الكبيرة أرجوكي دعيني أبقـــى فلربما أفيدكم بشـــيء ما
تتنهد أم هشام وتجيبها : ألم تسمعـــي يامرجان موضوع خـــــاااااااااص..
مرجان : حسنا ... حسناً ..سأذهب لأكمل لوحتي ولكن لاتغضبي ... هيا ياليـــن
تخرج لين ومرجان من الغرفة ... فتبدأ أم هشام بإخبار قمر بموضوع خطبتها قائلة:
ابنتـــــــــــي قمر .... شيث صديق أخاكي في العمل تقدم لخطبتكي الليلة وهو شاب ذو أخلاق عالية وعائلته لها صيتها بين الناس وهذه فرصة لاتعوض فما رأيكي ياابنتي
قمـــــــر : أمي أنا أعرف هذا الشاب وهذه العائلة المحبوبة ولكـــــن أختي مرجان .....
أم هشام : أعلم أنكي تفكرين بأختكي ولكنه نصيبكي ياابنتي فلا تترددي ومرجان سيأتي نصيبها يوماً ما ...
تمضي لحظة صمت قصيـــرة تفكر بها قمر بعدها تجيب : أمي لاأستطيع الرفض وأيضاً لاأستطيع أن أجيبكي إلا عندما أعرف رأي مرجان بالأمر وموقفها ..كما وأنني أرى في عينيكي حيرة وحزن ياأمـــي وأشعر بقلقكي وأظنه لأجل مرجان
أم هشام : افعلي مابدا لكي يا ابنتي وأجيبيني عندما تقرريــــن ....
قمر: حسناً يا أمـــــــــــي ...
تخرج أ/ هشام وتذهب قمر إلى أختها مرجان يدفعها الفضول لمعرفة موقفها من زواجها قبلها .. تطرق الباب .........
مرجان : لحظة واحدة ..تغطي لوحتها التي ترسم فيها عائلة ليوري... حسناً تفضل..
قمر : مرجان لدي ما أخبركي به ...
مرجان :أممممم إذاً هو الموضوع الخاص الذي أخبرتكي به أمـــــــي ...
قمر : أجـــــــل .... مرجان : تفضلي أنا أصغي إليكي عسى أن يكون خيرا
قمر : أختي تعرفين الضيوف الذين أتوا الليلة .. لقد تقدموا لخطبتي لابنهم شيـــث وأنا أعلم أنهم من عائلة كريمة طيبة ... ولكن لاأستطيع أن أوافق وأختي الكبرى .............
مرجان بفرح : حقاً مبارك لكي ياأختي وافقي إذا كان هو الشاب المناسب ..
قمر : ولكن يامرجان .... تقاطعها بحديث مرح : مابها مرجان ياقمر .. هااا .. ؟؟ لاتقلقي بشأني فسعادتي تكمل عندما تتزوجي دون أي عثرة في طريق زواجكي ..
تبكي قمر : ولكنني تمنيت ان أفرح بكـــي أولاً
مرجان : امسحي دموعكي ياقمر .. ولاتجعلي مني حجر يقف في طريق زواجكي ومستقبلكي فأشعر بالندم كل لحظة لتأنيب الضمير ...
قمر: مرجان أعلم ان أبي يقف حائلاً دون زواجكي ..وأياً كان السر الذي يخفيه فهو يخطئ في حقكي .. تضم قمر أختها مرجان وهي تبكي أما مرجان تبتسم : هيا اذهبي وفكري في الشاب وحللي نفسيته كما تفعلين مع المرضى ...
تضحك قمر من كلام مرجان ... مرجان : ولا تنسي إخبار أمي بالموافقة
والآن هيا اذهبي لأنــــي أريد إكمال لوحتي قبل أن تتزوجي هيا وإلا ازداد العدد
قمـــر : يبدوا انني سأنجب ولم تكتمل لوحتكي بعد ...
مرجان : أجل فحينها سأرسم زوجكي وطفلكي معنا في اللوحة وهكذا لن تنتهي أفراد العائلة ...
قمر : ههههههه سأخرج أذاًً ...
وبعد أن خرجت قمر من الغرفة أغلقت المرجان الباب وجلست في إحــــــــدى زوايا الغرفة وبكـــــــت بحرارة وحـــــــــــــرقة محاولة إخفـــــــاء صوتها كي لايسمعها أحد وبعد أن هدأت جلست بجانب النافذة التي تطل منها على السماء والنجوم حيث كان القمر بدر في تلك الليلة فأمسكت بكراسة خواطرها وأشعارها وبدأت تكتب نثرا :
أكاد أختنق في الظلام ... بين جدراني الأربعة
دون شعاع ... دون أمل بالنور يحييني
أتأوه بصمت .. دون أن يعيه أحــــد يحتويني
لإن يديه تطوق عنــــــــــق مستقبلي
لتخنقني ألـــــــف مرة
دون أن أصــــــــرخ أو أفارق الحياة
لإن في كل طعنة حياة للألـــــــــم
فمتى تنزع يديك من عنق المستقبل ؟؟
لاأعــــــــــلم
فقد استسلمت للأمر دون مقاومة
كاستسلام أمواج البحر للرياح
تقودها حيثما تريــــــــــد
يمينا وشمالاً ...فتحدد وجهة المستقبل
مرجان ليوري
وتنهي مرجان هذه السطور القصيرة بالدموع التي تساقطت على وجنتيها حيث تلامس الكراسة لتترك ذاك الأثــــر
وبعد يومين ذهبت قمر إلى أمها وأخبرتها بالموافقة فأنتشر الخبر في قرية شعاع القمر وقد تم تحديد موعد الزفاف بعد شهرين .... وفي نهاية الأسبوع انتهت مرجان من الدراسة في معهد الفنون وانتهت معه من رسم لوحتها عائلة ليوري ... وقررت أن تريها لعائلتها ليلة الجمعة عند اجتماعهم لتفاجئهم بها وانها أنهت اللوحة في وقت أسرع مما يتصورون حيث أنها أوهمتهم بأنها لن تنهي اللوحة قبل أسبوع أو أسبوعين وسرعان ماتمضي الأيام شاع خلالها في قرية شعاع القمر أحاديث وخلافات قديمة حول جوهرة أسمها ماسة الحياة وأحلام أقرب إلى الخيال منها للواقع حيث أثارت الفضول والحيرة في نفس هشام ابن ليوري فقرر البحث لمعرفة تفاصيل هذه الحكاية
وما إذا كانت حقيقة أم وهـــــم ...حتى أتت ليلة الجمعة واجتمعت عائلة ليوري حيث حضر هشام وابنه وزوجته وأمل وزوجها وباقي أفراد الأسرة ...
وكان عشاؤهم في ساحة المنزل لأن النسيــــم في تلك الليلة يبعث على الراحة في النفس فاستغلت مرجان هذه الفرصة بعد العشاء وذهبت لإحضار لوحتها وبما أن اللوحة كبيرة طلبت من قمر أن تذهب معها ...
قمر : مابكي يا مرجان ما الذي تريدينه مني ؟
مرجان ك أحتاج إلى مساعدتكي تعالي معي في الغرفة وستعرفين ..
وعندما تصلان ... مرجان : هيا ياقمر احملي معي هذه اللوحة لننزلها ليراها الجميع
قمر : أووووه واخيراً ولكنكي قلتي بعد أسبوع ... آهااا أردتي أن تجعليها مفاجأة ياماكرة .. دعيني أراها أولاً...
مرجان : لا .. لن تريها أولاً بدلاً من ثرثرتكي ساعديني في حملها كي لايطول انتظاركي لرؤية وجهكي فيها ..
قمر : حسناً .. وتنزل قمر ومرجان تحملان اللوحة إلى الساحة والجميع يشرب الشاي فتضعان اللوحة وتحاول قمر نزع الستار عنها فتوقفها مرجان
الجد ليوري : ماهذا يامرجان : ؟؟
هادي لابد وأنها اللوحة ... متى انتهيتي ؟
هشام : آهاااا دعيني أرى يامرجان وأخيرا ... هيا بسرعة
مرجان : همـــــــــمم يبدوا أنكم متشوقون لرؤية اللوحة ولكن اسعوا لاأريـــــد تعليقات حول رسم وجوهكم فقد بذلت قصارى جهدي ...
لين: حسنا أختي لن نضربكي ففي النهاية هي لوحة ...
مرجان : استعدوا ... تنزع الستار عن اللوحة فيشاهدها الجميع فيبهرهم منظر خلاب للطبيعة حيث رسمت والديها وهما يجلسان على صخرة كبيرة وإخوانها وأخواتها يجلسون في مكان بجانب منظر خلاب بين الأعشاب والزهور وخلفهم بحيرة صغيرة تنعكس فيها زرقة السماء وصور الطيور المحلقة ..
فينادي الجميع بصوووت واحـــــد ... وواااااااااووو رائعة جداً .
الجد ليوري : اوووه هذا أنا أبدوا أكثر شباباً في اللوحة ...
أم هشام : أجل بعد عملية شد البشرة .. هههه
هادي : هذا ليس أنفــــــــي ... مستحيل وهو يتحسس أنفه
قمر : تدقق في الصورة وتعاينها وكأنها تعاين المرضى ...
وهكذا كل شخص يدقق في صورته وفي اللوحة عامة
هشام : لكم من الوقت درسي في المعهد يامرجان ...
مرجان : لستة أشهــــــــر
هشام : اللوحة وكأنها لمحترف
هادي : مرجان أنتي تتعلمين بسرعة فاللوحة رائعة لدراسة ستة أشهر
مرجان :شكرا ... شكرا لكم فقد رفعتم من معنوياتي .. ولكن هل نسيت أنفك ياهادي لتمتدح فن اللوحة ..؟
هادي : لا فمهما كنتي محترفة لن تستطيعي بلوغ رسم أنفي بمهارة
مرجان تبتسم : هيا التقطوا صورا للوحة وتذكروني دائما .. ولكن لاتدعوا علي ..
وبعد انتهاء العائلة من النظر لرسم مرجان تذكرهشام سالم وخطاباته وحكاية ماسة الحياة التي تشغل فكره فقرر أن يسأل أباه الجد ليوري عن تلك الحكاية القديمة ...
هشام : أبي لدي سؤال يحيرني ويشغل فكري وأرجو أن أحصل على إجابته لديك...
الجد ليوري : أسأل يابُـــــــــني ؟؟
هشام : أبي هل تعرف ماسة الحياة التي يتحدث عنها الجميع ؟؟؟
الجد ليوري مندهش : ماسة الحياة .. كيف وصل هذا الاسم القديم إليك ؟؟
هشام : من خطاب سالم يا أبي ... فما هي حكاية ماسة الحياة ؟؟
الجد ليوري : بني لماسة الحياة حكاية طويلة وماضٍ مؤلم ...
أم هشام : يجب أن يعلم أبنائك بما نعرفه من تلك الحكاية ... وهذا وقت مناسب لإخبارهم ...
س/ هل سيشبع الجد ليوري فضول ابنه هشام ؟؟وماهي الحكاية التي سيرويها لهم ؟؟تابعوا معـــي هذا الجزء من الحكاية
الجد ليوري : اقتربوا جميعا يا أبنائي سأخبركم بحكاية أشبه بالخيال ولكنها واقع .. ومن خلالها ستتعرفون على الماسة المنشودة .
ماسة الحياة التي سميت بهذا الاسم لأنها تشفي أمراض الجسد بشتى أنواعها .. وبما أن في الشفاء من الأمراض راحة و حياة منعمة .. وهذا هو السر المعهود فيها ..
قبل قرابة 32 ســـــنة كان هناك شاب وُلِــــــــــد معاق وكانت إعاقته فقدان البصر وبما أنه لايبصر فقد وقع يوما في مرحلة من مراحل حياته الباكرة وإصابته إعاقة أخرى في رجله اليسرى حيث أنه لايستطيع أن يمشي إلا بعكاز يتكئ عليه ويبصر به طريق العبور (( المشي )) ومع هذا كله فهو يتمتع ببصيرة نافذة وحنان وطيبة والأهم من ذلك رجاحة العقل حيث أحب بقلبه الطاهر فتاة بادلته هي الأخرى نفس المشاعر لما يتمتع به من صفات حميدة وقد كانت تدرس في تلك البلدة لتكسب قوتها أما الشاب المعاق لم يكن يعمل وكانت تعيله دار رعاية المعاقين بتقديم إليه مايكفيه من المال كل شهر وهو يتكفل بشراء مايلزمه مع أنه يعيش مع جدته إلا أنه يحفظ بقلبه طرق القرية وضواحيها ومجمعاتها وقد كفل نفسه ...
وبعدما تعرف على الشابة وأحبا بعضهما قررا الزواج واتفقا على أن يعين كلاً منهما الآخر في حياته .......
يقاطع هشام أباه : أبي وأين ماسة الحياة منها ؟؟
الجد ليوري : اصبر يابني فالحكاية طويلة وسوف تتعرف على مبتغاك
هشام : حسناً سأصبر ولكن أكمل ياأبي فأنا متشوق
الجد ليوري : بعد فترة وجيزة تزوجا وكان يملأ حياتهما السعادة والتفاهم والأمل بمستقبل مشرق وأطفال أصحاء إلى أن مرت سنة على زواجهما حملت بعدها الفتاة حيث كاد الشاب يطير من الفرح عندما علم بالخبر وبما أنه لم يبصر النور في حياته وعاش يبصر بقلبه إلا أنه في تلك اللحظة تمنى ولأول مرة في حياته أن يبصر لكي يرى طفله القادم وزوجته التي أحبته بإخلاص وصدق ........ ومرت ثمانية أشهر من حملها حتى سمع الزوجان عن جوهرة نادرة في وجودها اسمها ماسة الحياة وندرتها تكمن في قوة إشعاعاتها التي لاينتصر عليها مرض جسماني وأنها توجد في مدينة اسمها يدل على الوجود أي( مدينة اكيان ) ...
فقرر الشاب أن يذهب إلى مدينة كْــــــــيان أملاً في أن يشفى من إعاقته وبما أنه يسكن في مدينة ميسي فإنه لن يستطيع الذهاب إليها إلا عن طريق البحر... ملتقى المدن الثلاث
وفعلاً قرر السفر ولكن دون زوجته خوفاً عليها وعلى طفله وبصعوبة بالغة سمحت له زوجته بالذهاب .... فسافر عن طريق البحر
هادي : أبي ولكن كيف سافر وهو لايبصر ..؟؟!!
الجد ليوري : استدل بالركاب في السفينة فأعانوه .. وعندما اقتربت السفينة من كْيان داهمتها عاصفة قوية مفاجئة والكل أصابه الهلع فتمسك كل واحد بما يراه أمامه كي لايقع .. أما الشاب الأعمى فقد وقع في البحر دون أن يعلم به أحد حتى غاص في الأعماق فظن أنه سيموت غارقاً لامحاله ولكن في لحظة احتضاره الأخيرة شعر بشيء يلامس يده فأمسك به بقوة وفي هذه اللحظة لم يعد يشعر بالأختناق ولأول مرة رأى نوراً في وسط الماء ورأى أعماق البحر فظن أنه قد فارق الحياة وأنه في عالم النور العالم الآخر وليس في دنيا الحياة ولكن سرعان ماتبددت هذه الأفكار عندما أغمض عينيه مرة أخرى وعاد إلى الظلام فاقداً الوعي ولم يعلم كم مضى من الوقت وهو على هذه الحال ولكنه استيقظ ورأى نفسه في مكان لايجهله على فراش في غرفة صغيرة فأدار بصره ويا للعجب فقد أبصر الشاب ونهض من فراشه ووقف على قدميه وحرك رجله المعاقة فرآها سليمة بأحسن حال بعدها دخلت عليه فتاة وقالت له حمداً لله على سلامتك لقد قلقت عليك فعرفها من صوتها أنها زوجته ودُهش قائلاً كيف وصلت إلى بيتي بهذه السرعة
هل أنا حي أم ميت ؟؟!!
فأجابته زوجته : رآك الناس ملقىً على رمال الشاطئ فأسعفوك ... أنت على قيد الحياة واتمنى أن تنسى فكرة الذهاب إلى مدينة اكيان وماسة الحياة إلى حين ألد ...
فقال لها: وماحاجتي للذهاب إلى اكيان فقد تحققت أمنيتي يازوجتي العزيزة انظري جيدا أنا أراكِ وأرى منزلي وأرى العالم لأول مرة في حياتي ورجلي المعاقة قد شفيت تماما وحكى لها حكايته ..
فكان فرحهم عظيما لايوصف وبعد انقضاء الشهر التاسع انجبت الفتاة ابناً جميلاً سليماً من كل إعاقة ومتّــــــــع الأب ناظريه برؤيته وحمد الله وشكره على نعمته .
ولكن شاع بين الناس خبر هذا الشاب والمعجزة في شفائه فظنوا أنه يمتلك ماسة الحياة وحوّلوا حياته جحيما بكثرة الأسئلة والزيارات المتواصلة وهكذا بقي أربع سنين في دوامة وحيرة لم يستطع الخروج منها فماذا يفعل وقد انقلبت نعمة إبصاره في الحياة إلى نغمة ومصائب مهوّلة
..... بعد ذلك خطف الشاب وبقي مختفياً لمدة سنــــة كاملة ..... بعدها عُثِر على جثته على الجبل وقد مثلوا بها الأعـــــــداء حتى بالكاد يُتعرف عليه نتيجة تلك الجراح المثخنة التي كانت تغطي وجهه وجسده ................
بعد هذه الحادثة قامت مظهرات في مدينة ميسي ... فأناس يعترضون على قتله قبل أن يعترف ويقولون لو كان بيدنا لما قتلناه إلا والماسة بين أيدينا وقلة من الناس يقفون إلى جانبه هو وزوجته ..................
وهكذا حتى هاجرت الفتاة إلى أخاها الذي يسكن في مدينتنا أمل الحياة مخافة أن يصيب ابنها مكروه ما من الأعداء ... وبقيت معه سنتين كانت خلالها في كل سنة تذهب إلى مدينة ميســـي
لتزور قبر زوجها .... وفي السنة الثالثة كانت زوجة أخاها حامل في شهرها التاسع فقالت لأخاها إذا أنجبت زوجتك فتاة فلن يتزوجها غير ابنها ... حيث تحققت الأمنية فكان المولود فتاة رائعة الجمال اختلف الجميع فيما بينهم على تسميتها حتى انتهى بهم الأمر أن أسماها الفتى الذي ستكون زوجته.............
وعند اكتمال السنة الثالثة غادرت الفتاة مع ابنها إلى ميسي لزيارة قبر زوجها المقتول ولكي تبعد المشاكل التي لاحقتها إلى شعاع القمر عن أخاها فقررت أن تسكن في ميسي مرة أخرى
ولكن الحرب كانت قد درات رحاها هناك فقتلت الفتاة وفجع بها أخاها أما ابنها فلم يره أحد بعدها
وبعد هدوء الحرب بحث الخال عن ابن أخته كثيراً حتى فقد الأمل في أن يجده ولكنه بقي إلى هذه اللحظة ينتظر على أمل أن يعود ابن أخته ...
وخلال تلك الأعوام التي مضت والسنين التي انقضت والحروب التي قامت احتُلت مدينة اكيان من قِبل الطامعين في ماسة الحياة وأصبحت مقراً للمجرمين وتفشي الحقد والجهل والطمع بين سكان أمل الحياة لاعتقادهم بأن زوجة الشاب وابنها يمتلكون ماسة الحياة ولم يساعدوهم بها على تخطي مشاكلهم .....
أما مدينة ميسي فقد هدأت ثورة الطامعين فيها بعدما أبادتهم الحروب حيث تيقنوا أن ماسة الحياة ليست في مدينتهم .....
وحتى مدينة اكيان هدأ بحثهم بعدما قتل الشاب الذي تعافى وكلُ من يشفى بمعجزة ما ...
ولكن مع تجدد أشخاصها الطامعين تثور حصيلتهم للبحث أحيانا وتهدأ أحياناً أخرى إلى وقتنا الحاضر.....
زوج أمل : عمي ماعلاقة مدينتنا بهذه الماسة ؟ ولماشملتها الحرب؟
لاتنسى أن زوجة الشاب تسكن أمل الحياة وقد ظن أهالي المدينة أنها تحمل معها الماسة والحرب لم تشمل مدينتنا ولم تضرها كباقي المدن الأخرى .....
بل دمّرت النفوس المثالية في أمل الحياة حيث ثار التعصب والجهل والحقد بعدما كانت تتمتع بالعكس ....
هشام : أبــــي ... يقول شاب في الساحة أن الماسة ستجعلنا أغنياء مادياً فكيف هذا ؟
الجد ليوري : هذه أفكار من يحاول مساعدة المرضى من الناس ويكسب المال لقاء علاجهم ...
قمر : أبـــــي كيف عرفت بكل هذه الحكاية وتفاصيلها .. ؟
الجد ليوري: الكل يعلم بتفاصيل هذه الحكاية ياقمر ..
قمر : ولكننا لم نعلم يا أبي إلى الآن ... لماذا ؟؟
الجد ليوري : الكل يحاول أن لايذكر هذه الحكاية كي لايعود البحث والحروب والألم ..
مرجان: أبي أيعقل أنهم قاموا على ذلك الشاب لأنه شفي من إعاقته وأقاموا الحروب لهذا الموقف الواحد ؟ ..
الجد ليوري : ينظر متألما ويجيب ياابنتي يقال أن ماسة الحياة كان فيما مضى يمتلكها شيخ كبير في السن يصيد في البحر وقد عثر عليها في شبكته مع السمك وعندما رأى ما كان منها من قوى عجيبة ونادرة .......
أخبر المرضى فكان يداويهم بها دون مقابل ولكن أطماع البشر لاتترك أحد يمتلك مثل هذا الكنز بحاله ..فحاولوا انتزاعها منه بالقوة ولم يستطيعوا لأنه خبأها في مكان لم يصلوا إليه إلى الآن ...أما الشاب الأعمى فقد كان مثيراً لفضولهم وضحية ثارت بعدها حربٌ دامية .
مرجان : هذه الحكاية أشبه بالخيال .. بل هي الخيال بعينه....
هادي : هل تعرف ذلك الشاب يا أبي ؟
الجد ليوري : يجيب بتوتر أي شاب يابني ؟
هادي : الأعمى وزوجته أيضاً ..
الجد ليوري :ولماذا تسأل ياهادي ..؟؟
هادي : رأيت الألم واضحاً على وجهك ووجه أمي أيضا فخلتك تعرفهما أو لك علاقة بهما ..
الجد ليوري : هادي ماحدث لهما مفجع وهذا مايثير الألم في النفس ...
سكـــــــــت بعدها الجميع وأخذت قمر تحدث نفسها : سؤال هادي وإجابات أبي تؤكــد أن هناك سراً ما لم يكشفه أبي يخص علاقته بالشاب وزوجته.. كما أن هذه التفاصيل لايحكيها إلا شخص يكون جزءاً من الأحداث ... غريب ... أتمنى أن تكشف هذا السر يا أبي أنت وأمي أيضاً ...
س/ ماهي علاقة الجد ليوري بضحايا ماسة الحياة ؟ وهل سيخبر الوالد ابنته سبب رفضه للمتقدمين لها ؟؟؟ تعالوا معي لنعرف الإجابة ....
عند الساعة العاشرة والنصف مساءا استأذن هشام وزوجته وابنه للخروج وأيضا أمل وزوجها تملأ عقولهم الدهشة والحيرة حيال ماسمعوه ..
أما قمر ومرجان فقد بدأتا بتنظيف طاولة العشاء وترتيب المكان وغسيل الأواني في المطبخ وكلتاهما صامتتان تفكران بما سمعتاه أما لين فقد ذهبت إلى فراشها لتنام لأنها تصحو باكرا كعادة أيام الدراسة .. وفي ساحة المنزل بقي هادي مع والديه ..
أم هشام: يا أبا هشام أنا أرى أن الآن هو الوقت المناسب لتكشف السر
الجد ليورى: هذا ما أفكر به لن انتظر أكثر
هادي : أي سر يا أبي؟!
الجد ليوري : ستعرف ولكن نادي مرجان وقمر ففيه ما يخصهم جميعا ..
هادي : إذا لماذا لم تتكلم قبل أن يغادر هشام وأمل؟؟
الجد ليوري : السر لا يحتمل أن ينشر كثيرا ليصل إلى قرية مدينة أمل الحياة والى الأعداء يا بني.. وهشام أظنه يتذكر ما سأخبركم به...
هادي : كلامك يخيفني يا أبي ولكن سأنادي أختاي لتتضح الأمور
يذهب هادي إلى قمر ومرجان وهما تغادران المطبخ لتذهب كلآ منهما إلى غرفتهما فيخبرهما برغبة والدهما لكشف سر مخيف أو محير
قمر: كنت انتظر هذه اللحظة هيا يا مرجان
وفي الساحة يبدأ الجد ليوري قائلا..
أتمنى منكم كتمان هذا السر كما فعلتُ أنا حفاظا على السلام الذي يسود عائلتنا صحيح أن الحكاية قديمه ولكن الأعداء لا يتركون شخصاً لديه كلمة بخصوص ماسة الحياة وحاله
قمر : حسنا يا أبي نعدك أننا سنبقي الأمر سرا
الجد ليوري : تلك الحكاية ياأبنائي الشاب الأعمى وزوجته ...
هادي : ألك علاقة بهما ياأبي ؟
الجد ليوري : تربطكم بهما رابطة الدم ...
مرجان : رابــــــــــــــــــــطة الـــــــــــــــــدم ...!!!!؟؟ كيف وأي قرابة هذه ؟!
الجد ليوري : أجل يا ابنتي ... فزوجة الشـــاب الأعمى هي ..... هي عمتكم ميســـان
هادي : يضرب الطاولة بكلتا يديه ويقف على قدميه قائلاً كيف ... لايعقـــــل !!
أم هشـــــام : اهدأ يابني .. واسمــــــعني ....
لقد كانت عمتك ميسان مبعوثة إلى مدينة ميسي تدّرس فيها لمدة ستة أشهر قبل أن تنقل إلى قرية شعاع القمر وهناك أحبّت (( كين )) وقررت الزواج منه بعد موافقة والدك بما أنه أخاها الوحيد ولكننا لم نتوقع ماحدث .....
الجد ليوري : ومن كان ليتوقع يا أم هشام ...
قمـــــر : إذاً أنت الذي بحث عن ابنها في مدينة ميســـي ياأبي
الجد ليوري : أجـــــل ... وابن عمتــــكِ اسمه إليا ياقمر ...
قمــــر : فإذاً الفتاة التي ستصبح زوجته والتي هو أسماها هي ...
مرجان : أنا يا قمر .... أنا هــــي ..
هادي : ألهذا لاتريد تزويج مرجان ياأبي ؟!
الجد ليوري : لقد وعدت عمتكِ يامرجان ولا أستطيع أن أخلف بوعدي مادام هناك أمـــل بالعثور على إليـــا .
قمر : ولكـــن ... اعذرني لما سأقول يا أبي فتفكيرك بعيد عن الواقع بل إنه أشبه بالحلم فقد مضى زمن طويل ولربما ضاع عمر مرجان دون أن تتزوج من أجل وهــــم أو حُلمٌ يصعُبُ تحقيقه ..
هادي : أجـــــــل يا أبي .. فلربما قتل إليا ولم تعثر على جثته وإذا كان حيا لما لم يعد .. لربما تزوج وعاش حياته بينما أنت تنتظره وتوقف حياة مرجان من أجله .
الجد ليوري : كانت أمكما تردد هذه الكلمات طوال تلك السنين ولكنني أشعر أنه لازال حياً وأنا مصرٌ على موقفي فوعدي يقيدني وعدم عثوري على إليا يمنعني من تزويج مرجان ....
مرجان يا ابنتي ..لم أسمع رأيكِ ولاتعليقكِ على تصرفي ..
ماهوموقف مرجان عندما علمت بالسر ؟؟ لنرى
مرجان : صامتة ومندهشة يغلب عليها شرود الذهن فلا تجيب
الجد ليوري : يناديها بصوت مرتفع .. مرجان ... مرجان أجيبي
مرجان : تنتبه هااه .. عن إذنكم سأذهب إلى غرفتي ...
تستوقفها أمها: مرجان أرجوكي ابقي معنا تكلمي .. أبدي رأيكي فالأمر يخصكي ..
مرجان : أرجوكي يا أمــــي دعيني أذهب ..أريـــــد أن أبقى وحــــدي..
أم هشام : لا يا مرجان ابقي شاركينا أفكاركِ فصمتكي هذا يقلقني ..
الجد ليوري : دعيها يا أم هشام حقها أن تفكر بهدوء .. اذهبي ياابنتي
تذهب مرجان إلى غرفتها حيث يتربّع على قلبها همّ الحقيقة المرّة .. وفتىً لاتعرف عنه إلا صورة طفل في السابعة من عمره يحتفظ بها والدها مع باقي ذكريات صور طفولتهم وصور العائلة منذ خمسٌ وعشرون سنة .... لتضيع بين الوهم والحقيقة ... وهم إليا الذي لم يعد ولايعرف عنه شيئاً وحقيقة إصرار أبيها على انتظار ماليس بالحسبان ...
عندها تلجأ إلى دفتر خواطرها وأشعارها كاتبة :
تنسكب أيام عمري ساخنةٌ كانسكاب الشاي في الكوب
فتبرد مع مرور الوقت هادئةٌ كبرود الشاي في الريح اللعوب
فما لذّة النفس في العيش هانئةٌ وماراحة القلب في شمس الغروب
وماعادت الأفكار تائهةٌ فقد وقع القلب في دنيا الكروب
لإليا في نفس مرجان خاطرةٌ تحاول شرحها بأصناف الخطوب
بل لإليا في خروج الروح فاجعةٌ ومرجان لها الحزن الدؤوب
مرجان ليوري
أما هادي فقرر أن لا يتزوج إلا عندما تتزوج أخته مرجان أولا ....
وهكـــــذا تنقضي أيام الأسبوع ومرجان بحزن وأسى دفين على ما علمت به ويأتي آخر يوم لها في معهد فنون الرسم وهو يوم الأربعاء فتكمل مرجان مفاجأة اللوحة التي رسمتها وتذهب بها إلى المعهد مع صديقتيها لؤلؤ وماري فتفاجآن أنها أنهت اللوحة قبل أسبوع وتتشوقان لرؤيتها .. كما تتشوق مرجان لرؤية ماأبدعته صديقتيها ...
لؤلؤ: مرجان أبدأي أنتي هيا أرينا مارسمتي بسرعة ...
مرجان : لاأنا أقترح ننزع الستار عن لوحاتنا في وقت واحــــــــــد
ماري : حسناً سأعد إلى الثلاثة وعندما أنتهي ننزع الستائر .. واحــــد .. اثنـان ... ثلاثـــــــة.. هيـــا.... في هذه اللحظة ترفع كلاً منهم الستار عن لوحتها فتُبهر كل واحدة برسمة الأخرى
وبالإبداع المذهل ..
مرجان : وااااو رائــــــــــــــع يالؤلؤ لوحتكِ غاية في الإتقان أنتــي دقيقة في رســـــم كل التفاصيل .. لا بل أكثر من رائعة ليتني أستطيع الإتقان مثلكي .
لؤلؤ : لاتبالغي يامرجان فلوحتكِ جميلة أيضاً وخيالكي في رسم الطبيعة ساحر
مرجان تنظر إلى لوحة ماري فتندهش : أووووه ياماري هل هذا فعلاً خطيبكِ
ماري : أجل يامرجان ما رأيكي في لوحتي ؟؟
مرجان : أشبه بالحلم ياماري ... أشبه بالحلم .. يبدوا خطيبكي وسيم جداً في هذه اللوحــة .. ماري
ماري : أجل ... يامرجان
مرجان : تزوجيه بسرعة وإلا خُطف منكِ
ماري : هههههههه
لؤلؤ : كلام مرجان صحيح ياماري إلا إذا كنتي لاتريدينه فسأتزوجه بدلاً عنكِ
مرجان : هههههههه وهذه أول المعجبات ياماري
ماري تبتسم بخجل وتجيب : أحرجتموني بكلامكم ... يكفــــــــي
مرجان : هل رأى خطيبكِ اللوحة ياماري ؟
ماري : أجــــل دعوته لكي يراها ... وحتى هو لم يصدق مارأته عيناه وقد شكرني كثيرا
لؤلؤ : بالطبع لن يصدق لأنه يبدوا أكثر وسامة ...
مرجان : لأنكـــــــي تحبينه بعمق ياماري رسمتــي هذه اللوحة بكل مفاهيم الحب التي تسكن قلبكِ وروحكِ ... فمن هذه اللوحة أستطيع أن أرى مقدار حبكِ لزوج المستقبل .
لؤلؤ: مرجان .. يبــــــــــدوا أنكي تعلمتي التحليل من أختكِ قمر ...
ماري : مرجان ستحبين يوما ً ما حتماً فحاولي أن ترسمي حبيبكِ وزوج المستقبل وسترين كيف أن الأيام تمضي مع اللوحة وكأنها دقائق وساعات قليلة وحتى أنتي يالؤلؤ ستـــرين مايفعله الحـــــب
لؤلؤ : إلى أن يأتي ذاك اليوم ياماري سأخبركِ
أما مرجان يطبق عليها الصمت ويبدوا عليها الحزن بحيث تحدّث نفسها :آآآه ليتكِ تعلمين ياماري
لإليا في خروج الروح فاجعةٌ ومرجان لها الحزن الدؤووووب
ماري : وأنتي يامرجان هل ستخبرينني ؟؟
مرجان : تحاول أن تبدوا سعيدة وتخفي ألمها بابتسامة مصطنعة ومرح بالطبع ياماري بالطبع
وعند هذه الكلمات تذهب مرجان مع صديقتيها لرؤية أعمال كل من درس معهم في المعهد فكانت كل اللوحات رائعة ومذهلة في رسوم الشخصيات والوجوه السعيدة والحزينة والبائسة والغامضة والمرحة ... حيث أتـى المدرّسون والمدرسات في المعهد وتم اختيار أجمل لوحة متقنة في المعهد
لوحة لم تتوقع صاحبتها أن تفوز ألا وهــــي لوحة لؤلؤ ...
فباركت لها صديقتيها بالفوز الساحق وكذا كل من في المعهد وحصلت على جائزة أفضل لوحة ...
وانتهى اليوم باحتفال رائع ورسوم جميلة ونفسيات تختلف من شخص لآخر مابين سعيد وحزين ومكتئب وحائر ومهموم وغاضب وبريء ومجرم تظهر في رسومهم فكانت لوحة مرجان تحمل تعابير أكثر هذه الصفات لتعدد شخصياتها ...
وتمـــــــــــــضي الأيام تسوء فيها أحوال أهالي أمــل الحياة بإعادة إحياء ذكرى الجوهرة النادرة ماسة الحياة ومحاولة البحث عنها وخصوصاً أهالي مدينة اكيان يبحثون في البحر فكم من الغواصات تغوص كل يوم في البحر تبحث عن الماسة وكم من النفوس غرقت نتيجة الطمع في الحصول على هذا الكنز العظيــــم ولكن دون جدوى ....
س/ إذاً فما الذي ستكون عليه أحوال مدينة اكيـــــان ؟؟؟
في أحد قرى مدينة كيان المهجورة تدور حرب دامية بين قوتين عظميين لمجرميها ....
قائد الفرقة الأولى النسر : سأقضي عليك أيها المتعجرف ... خذ هذه مني .. هااا...
قائد الفرقة الثانية الليث : يصـــــــد ضربة نسر بسيفه قائلاً : سأغير اسمي إن هزمتني ..فما عادة النملة أن تهزم فيلاً ... خـــــــــــذ ...ااااا...
النســـــــــر : ستكون نهايتك أنت وأتباعك على يديّ ... هيا يارجال اقضوا عليهم ...
الليث : هيا ياجنودي هبّوا للنزال ...وأنت خذ هذه ..هااااا ... هااااا ه.... وهنا يناور الليث ويقاتل بخبرة عالية حيث يسدد وبخفة طعنة في صدر النســـــــــــر فيعلن بها عن نهاية حياته وهو يقول له : أيها المغرور عُمر الرياح ماهزّت الجبال في هبوبها أو إعصارها....
بعدها يمضي الليث يقاتل كل من يقف في طريقه من رجال القائـــد نسر فيقتلهم دون رحمة أو شفقة ... ينظر بعدها إلى قتال جنوده الأشاوس فيرى القائد سام ذراعه اليمنى في الحروب يقاتل بشراسة وكأنه يثار لنفسه حيث ينقض على المبارزين كوحش ينقض على فريسته ...
سام : هذه من أجــــــــل كل المظلومين ... من أجل كُل الأطفال الذين حُرموا من أمهاتهم ... من أجل كل الآباء المضطهدين .. خذوها ... اااااا ... هاااه ..
ليث : سام انتبه خلفك ...
يلتفت سام : خذ هـــــــــذه من أجـــــــــــل والدي الليث ...فيقتله دون تردد
وهكذا تنتهي الحرب يرجع بعدها القائــــــــد ليث منتصراً على فرقة النســــــــر بعدما أبادهم هو ورجاله .... حيـــــــــــث ستتفرّد هذه الفرقة بإدارة عالم الإجــــــــرام في مدينة (( كيان))
وبعد هذا النزال تجتمع هذه الفرقة والتي قائدها ليث البالغ من العمر ستين سنة القائد الأعلى لإجرام والطمع .. فيأتمرون للإغارة على مدينة أمل الحياة للبحث عن شخص اسمه يوشـــــــع بن هشام من اجل ماســــة الحياة ....
أما في أمل الحياة في قرية شعاع القمر في بيت ليوري تذهب أم هشام إلى ابنتها مرجان تحاول فهم مشاعرها ....
أم هشام : ابنتي الغالية مرجان صمتكِ بشأن ارتباطكِ بإليا يعذبني .. فأنا إلى الآن لاأعلم مالذي يدور بداخلكِ أرجوكِ اظهري لي مشاعركِ أياً